هل بدأ “الشرع” تسديد فواتيره الموعودة للولايات المتحدة الأميركية؟

أعلن الجيش الأميركي أنه دمّر الأسبوع الفائت 15 موقعاً يضمّ مخازن أسلحة تابعة لتنظيم “داعش” في جنوب سوريا. وذكرت القيادة المركزية الأميركية أنها حددت بالتعاون مع القوات السورية منشآت التخزين في أنحاء محافظة ريف دمشق، ودمّرتها بغارات جوية وتفجيرات برية عدة، نُفِّذّت في الفترة الممتدة ما بين 24 و27 تشرين الثاني.

وشمل التدمير صواريخ وقذائف وبنادق هجومية ومدافع رشاشة، بالإضافة الى مواد لصنع عبوات ناسفة، وألغام مُضادة للدبابات.

تسديد فواتير؟

وانطلاقاً مما سبق، هل بدأ الرئيس السوري الموقَّت أحمد الشرع “يسدّد فواتيره” الموعودة للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أن بعد زيارته “البيت الأبيض” مؤخراً، أكد المبعوث الأميركي توم باراك أن سوريا ستساعد واشنطن على مكافحة الإرهاب وفصائل عسكرية مسلّحة عدة؟ وماذا عن الأثمان الموعودة مقابل تلك الفواتير؟ وهل هذا النوع والمستوى من التعاون هو ما تطلبه الإدارة الأميركية من لبنان أيضاً، وما ستطلبه أكثر بعد في ملفات أمنية متعددة، ضمن مدى أبْعَد؟

تناقُض تام

اعتبر الوزير السابق رشيد درباس أنه “قد لا يكون بإمكاننا التعامل مع ما جرى في سوريا وكأنه تسديد فواتير. فالأكيد هو أن الرؤية السياسية التي يتحدث أحمد الشرع عنها، والتي استلم السلطة بموجبها، تتناقض مع “داعش” بشكل تام”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “بمعزل عن الالتقاء أو التحالفات التي كانت ربما قائمة بين الطرفَيْن في الماضي، إلا أن البرنامج الجديد للشرع يتناقض مع تنظيم “داعش” بالكامل. وفي تلك الحالة، لم يَعُد ممكناً أن نُطلق على ما يقوم به تسديد فواتير، بل لا بدّ من أن نتحدث عن مصالح مشتركة مع الأميركيين”.

لا جهوزية سياسية

وردّاً على سؤال حول مستقبل الأمور في لبنان، لا سيما بعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر، أجاب درباس:”أرى أننا لم نُحسِن تلقُّف زيارة البابا حتى الساعة”.

وأوضح:”أتى البابا إلينا ليحدّثنا بكلام عميق، وها نحن نُجيبه بالفولكلور وبرفع الأعلام لا أكثر. فالبابا يزورنا ليقول للمسيحيين في لبنان إن هذه هي أرضكم فلا تتخلّوا عنها، وليقول للمسلمين إن المسيحيين هم أهلكم فلا تسمحوا لهم بأن يرحلوا لأنكم ستتصحّرون إن هم غادروا البلد”.

وختم:”الجواب اللبناني الأساسي لكل ما يقوله البابا يقتصر على الفولكلور ورفع الأعلام وكل ما يُشبه ذلك فقط. فلا جهوزية سياسية للزيارة كما يبدو مع الأسف، وهذا نقوله بصراحة”.